راقصو الوناسة و”الشكشكة”..


سلطان لم يكن بذلك الشباب الذي يحب أن يكون حفل زواجه عادياً، صحيح أنه ينتمي لأسرة نجدية بعيدة كل البعد عن رقصات المزمار التي تصاحب حفلات الزواج في الغربية، أو حتى الرقصات مع الحفلات في الجنوب التي تتميز بتواجد الملتزمين في الدين أكثر من غيرهم، أو حتى طبول وزيران المناطق الجنوبية من نجد، سلطان آثر أن يحضر فرقة سامري لإمتاع الحضور من الرجال بدلاً من الوجوه العابسة التي تردد عبارة “وكيف الحال؟ وش العلوم؟” بين كل جملة وأخرى، وينصرفون وكأن على رؤوسهم الطير بعد تناول طعام العشاء للانتظار في سياراتهم والإلحاح على النساء بالخروج من الحفل.

في حفل سلطان جلست بجانب فرقة السامري فهي لن تتكرر مرة أخرى، أو بالأحرى دائماً ما تعاندني الظروف في الحفلات السعيدة كهذه، كانت بداية أغاني الفرقة ممزوجة بين المواويل النجدية والسامري التي لا يحرمها أحد، إلى أن أتى رجل تجاوز عمره الخامسة والثلاثين وقال للفرقة نريد “شكشكة”، قائد الفرقة فكر ملياً ومن ثم بدأت أغنية “حظي وقف لي على العاير” وشاهدت معها كيف تحولت الجلسة المنضبطة إلى شباب يتمايل ويهز الكتوف والأرداف، بدأت الابتسامة تعلو الشفاه والكل يصفق ويهلل لهذا الفرح الخصب وهذا الرقص الممتع، إلى أن أتى أخو سلطان ووأد الفرحة في الحفل قائلاً لقائد الفرقة “سامري بس”، فلم يعد بعدها أحد ليرقص وظلت الفرقة تدق الدفوف بلا روح..

الاستراحات التي يستأجرها الشباب للترويح عن أنفسهم والهروب من جلساتنا الكئيبة لا تخلو أيضاً من مثل هذا النوع من الطرب والرقص أو “الشكشكة” كما هي التسمية الدارجة لدى شبابنا، فعادة ما يكون هناك يوم في عطلة نهاية الأسبوع للترويح بهذا الشكل والكل يتقبلها ويبحث عنها، بينما نستنكر وباستمرار عندما يقوم شبابنا بعمل مثل هذه الرقصات في المناسبات العامة كاليوم الوطني والاحتفالات الرياضية، وربما يكون استنكرنا لهذا لأنهم يقومون بتأديتها في أماكن عامة ويعطلون السير، بينما وهم يفعلون هذا نشاهد ذلك ونضحك عليهم أو منهم، ونعود لمنازلنا مستمتعين بروح جديدة أثرت أيامنا الروتينية..

هذه الرقصات أيضاً كنا نشاهدها مع أوبريت الجنادرية سابقاً، وأكثر ما يمتعنا فيها هو ذلك الشاب الأسمر الذي يرقص ويرقص حتى تسقط غترته لدرجة أننا نحسب أن به مس من الشيطان عندما يصل إلى قمة النشوة ولا يشعر بطبيعة الرقصة التي يؤديها، والآن لم تعد رقصات أوبريت الجنادرية تمتعنا بعد أن بترت منها السعودة وأصبح يرقص على أنغامها الراقصون الهنود..

هذه الرقصات ليست بعيدة عن ما يقوم به راقصو “قناة وناسة” في جلساتها الغنائية الأسبوعية ونشاهدهم ونستمتع بالجلسة والرقص، ومن ثم نستنكر عليهم القيام بذلك في جلساتنا المنضبطة والتي نحتاج لأن نظهر فيها بوقار أكثر، ونعود بعد إنكارها لنشاهد الوناسة مره أخرى، بل إن نجوم الطرب العربي والذين يمنعون الراقصات الإناث من الظهور في أغانيهم ويصفونهن بالأفعى التي تتلوى لتلدغ، لا يمانعون أن يرقص الرجل بخلاعة مع أغانيهم..

الرقص الذكوري أقره مجتمع محافظ يرفض الاختلاط، ويقيم حاجز كبير بين الذكر والأنثى على أرض الواقع، ويذم أي تجاوز من الطرفين على العادات والتقاليد، وإن دخلت عالم الإنترنت تجد أن الأنثى تتحاور مع الذكر والعكس صحيح بدون حدود أو قيود، وما إن تنتهي جلسة الكمبيوتر حتى نعود للرفض حديث الرجل للأنثى في حياتنا اليومية..

قناة وناسة لم تعرض مثل هذه الرقصات إلا لأنها مقبولة لدينا وإن أبينا فلم ننكرها سابقاً في الجنادرية حتى ننكرها الآن، وإن نظر إليها بعض الشباب الدارسون في الغرب على أنها من المحرمات هناك إلا أنها مقبولة هنا وإن أبينا، أقول هذا وأنا أتذكر تلك الفتاة التي وصفت راقصو وناسة في إحدى الشبكات الاجتماعية بأنهم يرقصون أفضل منها..

2 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

7 تعليقات

  1. راقصو قناة وناسة يثيرون الأشمئزاز بالنسبة لي لأنهم يميلون للرقص النسائي وهز الخصر والخلفيات .. إضافة إلى كبر أعمارهم عموما .. ، دائماً أترحم على حالهم وأحمد ربي على نعمته 🙂

  2. جناااااااااااااااان الرقص
    يالبيــــــــــــه عليه
    واللي تكلم ويقول اترحم عليه
    لاوالله
    انك متحسر>>تبي تسوي سواتهم…>>>بس مو عارف
    ادري فيك
    وعلى فكرة كلن وعرضه
    ورقصه
    يعني من زين رقصكم عاد انتم

    من جد شعب سعووودي متخلف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.