رحلة: جدة غير.. 2 – 3

أحن دائماً إلى مسقط رأسي (جدة)، وغيابي الطويل عنها خلال الفترة الماضية أفقدني القدرة على التعرف على شوارعها وأماكنها ومعالمها، ولكن يبقى شيء واحد لا يتغير في جدة هو الكثير من الحفر في الشوارع الخلفية، ويبدوا أنها مصممة لإكمال الديكور العام للمدينة..

في (Red Sea Mall) كانت البداية، فهو مصمم ليكون أكبر مركز للتسوق في المملكة، سيكتمل تشغيله بعد ثلاثة أشهر، أفتتح الآن 400 محل من أصل 700، المجمع يحتضن العديد من المطاعم بخيارات متنوعة، ومدينة ألعاب غير صالحة لمن هم دون الثالثة، يتخيل إليك عندما تبدأ جولتك فيها أنك في مكان خارج حدودنا، فكاونتر المحاسبة يضم فتاتين، إذا أمعنت النظر في العباءة والنقاب تتأكد أنك داخل الحدود، لست ضد عملهن هناك وإنما عليهن تقبل التعامل مع الجنس الآخر..
محلات النساء الخاصة تعمل بها نساء، ليس جلها، وإنما عينة منها، وما يميزها عن المحلات في الرياض أنها غير مقفلة ومسموح الدخول فيها للعائلات فقط، وليس للنساء فقط كما في الرياض، انتهت الجولة في المجمع بانطباعات متنوعة، أعتقد أن خلف مشعان أخطأ عندما حول العبارة الشهيرة إلى “عرعر غير”..
في اليوم التالي عندما دخلت “روشان مول” تذكرت “الرمال مول” في الرياض نفس طبيعة المتسوقين، ونفس طبيعة المحلات، حتى المطاعم غير متنوعة ولكنها في الروشان أفضل من الرمال، إلا أن ركن التعليم بالترفيه المفتوح على ساحة المطاعم والذي يظم ثلاث سيدات من الجنسية الفلبينية، منحني فرصة من احتساء القهوة ومراقبة الطفلة من بعيد، ففي الرياض هناك مراكز كهذه في “برج المملكة” و “لي مول” ولكنها مقفلة وغير مسموح بمتابعة الأطفال إلا للنساء، مدينة الألعاب في المجمع كسابقتها لا ترحب بالأطفال ممن أعمارهم دون الثالثة ، تذكرت حينها “حراء مول” لمعرفتي المسبقة بأن ركن الألعاب هناك يرحب بمن هم دون الثالثة، على الرغم من شعبية المكان..
لعبنا وتضايقت بشكل كبير من كون من يدير ملاعب الأطفال في هذه المجمعات الثلاث باستثناء ركن التعليم بالترفيه في روشان مول كلهم من جنسيات شرق آسيا وغير مؤهلين للتعامل مع الأطفال، ولم أفق من ذلك  إلا على إثر اهتزاز “حراء مول” على وقع ارتداد المدرج من فم طفل صغير إلى قواعده سالماً، لم تعجبني  الطائرة وإنما كان للمطار تريباً آخر، أشحت بنظري جانباً، على كره لذلك..
أثناء المغادرة في مطار جده تفاءلت كثيراً بالحجز المؤكد، ولكن موظف المطار أشار بأن تذاكري مستخدمه، أوجست خيفة، هل زورها أحدهم؟، هل أعطينا التقنية أكبر من حجمها؟، هي تخونني مرة أخرى!، فلم أصحوا إلا في مكتب المدير المناوب وهو يقول نقبلها، تنفست الصعداء، بحثت عن سبب المشكلة، ووجدت أن عدم دقة الموظف في الرياض جعلته يستخدم تذاكر العودة بدلاً من تذاكر الذهاب، أعتقد أنه من الصعب أن نطبق تقنية حديثة مثل التذاكر الإلكترونية أو أي تقنية أخرى هنا، فنح نسيء استخدام التقنية..

3 قراء تعجبهم التدوينة.

أعجبتني

غير معجب