أخلاق مسلم

مع كل التحديات التي تواجه المسلمين في كل مكان، وإلصاق عبارات ومسميات الإرهاب بالإسلام، وتسبب بعض من ينتمون لديننا ببعض العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في بريطانيا وأودت بحياة مجموعة من الأبرياء، تأتي أخلاق المسلمين الحقيقية وهم يتناولون سحورهم الرمضاني للقيام بدورهم الاجتماعي تجاه البلد التي يعيشون فيها أو ينتمون بجنسياتهم إليها، ويساهمون في مساعدة ضحايا حريق برج لندن.

استيقاظ الصائمون لتناول وجبة السحور ومن ثم صلاة الفجر هو ما جعلهم يشاهدون حريق البرج وبالتالي ابلاغ السلطات المسؤولة عن ذلك، ومن ثم مساعدة المتضررين حسب ما أوردته أخبار صحفية، وهو ما أدى إلى تقليل الخسائر في الأرواح بشكل كبير، وهو ما يثبت أخلاق المسلم الحقيقية وكيف يساعد أفراد مجتمعه بدون النظر لاختلاف أديان أو توجهات، فهم جزء من هذا المجتمع، تماماً كالجسد الواحد.

وفي نفس الوقت يبقى رمضان شهر للأمان، شهر للخير والاحسان، شهر يبرهن أن المسلمين يد تبني وتعمر، وتصنع التاريخ والحضارة، وأن من ينفذون العمليات الإرهابية في كل مكان، هم من جماعات متطرفة لا يحكمها دين ولا أخلاق، ولا يراعون مجتمع، همهم الأكبر انتصارات شخصية، وتحقيق توجهات معينة ليس لها علاقة بالدين.

الإسلام دين التسامح، دين الرحمة، دين الإخاء، وهذه هي أخلاقنا الحقيقية، نساهم كمسلمين في كل ما من شأنه أن يبني المجتمع، وقبل ذلك ننخرط في المجتمع الذي ننتمي إليه، ونبدأ بالعمل المستمر على رفعتها وعلو شأنه، ديننا ينهانا عن القتل، ويحثنا على الاحسان، وعلى الوفاء بالعهد، وعلى التعايش مع الآخر، فنحن أصحاب رسالة تدعو للرحمة.

رحم الله قتلى برج غرينفل في لندن، وشكراً لمن قال كلمة الحق من الناجين، وأشاد بأخلاق المسلمين، وشكراً لهؤلاء الشباب على عملهم غير المستغرب في حق مجتمعهم، والحمد لله أننا مسلمين.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.