هوس تقني


في كل يوم هناك منتج تقني جديد، يتنوع ما بين جهاز رئيسي مثل الهاتف النقال، أو جهاز كمبيوتر، أو جهاز لوحي، أو اكسسوارات لهذه الأجهزة مثل السماعات اللاسلكية، أو مكمل تقني مثل الساعة الذكية، أو النظارة الذكية، أو تطبيق جديد على الهواتف الذكية، أو شبكة اجتماعية جديدة، وغيرها من المنتجات التقنية التي تغزونا من هنا وهناك.

ومع كل منتج تقني هناك هوس من نوع آخر تجده لدى الكثير من شبابنا، فتجد أن هناك من لا يفوت عليه فرصة شراء أو امتلاك أي منتج تقني، حتى لو كانت فائدته منه معدومة، والسبب أنه تعود على مواكبة التقنية أولاً بأول، وكأن الحياة مرهونة لهذه التقنية، فإما أن نجاريها، أو نقف مكتوفي الإيادي نتابعها وتستنزف أموالنا فقط لا غير.

ومن وجهة نظري أن من يشترون المنتجات التقنية أولاً بأول بدون أن تكون لهم حاجة ماسة للتغيير ما هم إلا مهوسين بالتقنية، يحاولون أن يجارونها ولا يستطيعون ذلك، لذا تجدهم يبتاعون الجديد منها باستمرار لإشباع هذا الهوس، ولتحقيق الرغبة بالامتلاك، غير مبالين بالفوائد التي سيجنونها من التغيير.

ومن جهة أخرى أراي أنه لتغيير المنتجات التقنية إذا لم تكن هناك حاجة ماسة للتغير الفوري، تكون في مدى زمني معين، فمن خلال خبرتي أرى أن تغيير جهاز الكمبيوتر مثلاً يكون كل أربع أو خمس سنوات، لأنه خلال أربع سنوات تكون التقنية تغيرت بشكل كبير، فالأنظمة التقنية تغيرت، والبنية المعمارية للكمبيوتر من معالجات وذاكرة ووسائط تخزين اختلفت وتحدثت بشكل كبير.

أما الهواتف الذكية فالعمر الافتراضي لها من سنتين إلى ثلاث، وبعدها يكون التغيير شيء ايجابي ولكنه ليس مطلب ضروري، فإذا كان الهاتف ما يزال مدعوماً بالتحديثات من الشركة الأم فلا داعي لتغييره، أما الاكسسوارات الأخرى فأراي أن تغييرها مرتهن بجودة أدائها، ومدى الاستفادة منها، فإذا قلت جودة الأداء أصبحت هذه الاكسسوارات لا تفي بالغرض المطلوب فحينها وجب التغيير.

التغيير شيء ايجابي، على أن لا يؤدي لإتلاف المال، والهوس التقني بمتابعة أخبار التقنية وجديدها أيضاً شيء جميل، ومتابعة جديد التقنية تزيد من وعيك في معرفة متى تستطيع تغيير المنتج التقني إلى آخر.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.