إعادة الاستثمارات الضرورة الأهم

سباق هجرة الأموال السعودية للخارج لن تبني اقتصاد
خطة طموحة تستهدف تطوير صندوق سيادي، لتكون الاستثمارات هي المصدر الرئيسي للدخل في السعودية، الصندوق سيكون تريليوني، وسيكون اللاعب الرئيسي في تحريك الاقتصاد سواءً داخلياً أو عالميا، هذه هي الخطة، وهذا هو الهدف وهذا ما أعلنه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الطموح كبيراً جداً، والواقع يفرض تحديات كثيرة فهل نستطيع مواجهتها.

هذه الأيام يقوم ولي ولي العهد السعودي بزيارات مكوكية لعدد من الدول، من أجل عقد اتفاقات جديدة، وشراكات استثمارية تعود بالنفع على السوق السعودي، وهذا الجهد الملاحظ لا شك سيؤدي إلى تحقيق الطموح وانشاء الصندوق السيادي التريليوني، ولكن هل جلب الاستثمارات الخارجية وحدها كافية؟.

لنعود قليلاً للوراء، رؤوس أموال كثيرة من ضمنها شركات طيران، مؤسسات إعلامية، وشركات تقنية، من تأسيس مستثمرين سعوديين، كانت تريد أن يكون لها تواجد في السعودية، وترغب أن تكون مقر ومصدر عملياتها من مدن السعودية، ومع ذلك لم تواجه هذه الأعمال بالترحيب من الجهات المعنية بالاستثمار في السعودية، حتى رحلت خارج حدود الوطن.

هاجرت استثماراتنا المحلية لكل من مصر والاردن والامارات، وأسست مقار لها هناك، ومن ثم استهدفت السوق السعودي، ولكن خسرنا الكثير من جراء هذه الهجرة، من أهم الخسائر هي توليد الوظائف، فمن استفاد من الاستثمارات السعودية المهاجرة هي الدولة التي فيها الاستثمار من خلال خلق فرص وظيفية، وجلب الأموال بالعملات الصعبة، وزيادة العائدات من التراخيص، والرابح الآخر هو المستثمر السعودي التي تضخمت ثروته بدون أن يضيف أي عائد للوطن.

جميل أن نحاول أن نجلب استثمارات خارجية، ولدينا أيضاً الأموال من مستثمرين الداخل، وأموالهم تفوق الترليون بالتأكيد، وهروب هذه الأموال للخارج بدون المساهمة في بناء الاستثمارات المحلية لن يكون ايجابي على الاستثمارات التي جلبت من الخارج، فالسؤال الأهم ما هو سبب هجرت هذه الأموال؟، ولماذا لا تعاد للوطن؟.

من المهم معالج المشاكل التي أدت لهروب هذه الاستثمارات، وتشجيعها على العودة للوطن، ونقل مكاتبها الخارجية للداخل، وهذا من شأنه أن يحقق التطلعات الحكومية بأسرع وقت، ومن شأنه أن يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 والتي من ضمنها خلق أكثر من 400 ألف وظيفة سنوية في السعودية.

جلب الاستثمارات الخارجية، وإعادة الاستثمارات السعودية المهاجرة وتعزيز مشاركة المستثمر المحلي، وجهان لرؤية السعودية 2030، ومن المهم التركيز على كلا الوجهان، من أجل تحقيق طموح جيل الشباب، وإنهاء عصر الاعتماد على النفط، وأغفال أحد الوجهين سيكون لها نتائجه السلبية على المستوى البعيد.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.