ارتباط الماضي بالحاضر يبني ميزة تنافسية

كن مختلف
ارتباط الماضي بالحاضر، ومراعاة تسلسل الأجيال فرصة عظيمة لتحقيق الاستمرار، وصناعة النجاح، وأيضاً من ناحية أخرى مواكبة تغييرات الأجيال والتعايش معها فرصة أخرى لا تجاريها فرصة لصناعة استمرارية في العطاء، ومن لا يستطيع التعايش مع الأجيال لا يستطيع التقدم.

لو نشاهد الإعلانات التجارية في رمضان لوجدنا كيف يربط إعلان شركة “فيمتو” الأجيال ببعضها، فنجده يصور الجد والابن والحفيد، ويبين كيف أن “فيمتو” هو الثابت الوحيد مع تتالي الأجيال، بل ويقدم نفسه على أنه الوسيلة الوحيدة لربط الأجيال ببعضها، ويعرف بأن لقاء الأجيال من خلاله هو الحلاوة واللذة الحقيقية للقاء.

لنأخذ مثال آخر، شركة “أوريو”، كيف تصور في اعلاناتها الجد والحفيد، وتبين أن منتجها هو الورث الحقيقي الذي يتركه الأجداد، حتى طريقة الاستخدام “فكها، ذوقها، غمسها” هي ذاتها الطريقة المستخدمة من الماضي للحاضر، وهي الثابت الوحيد في كل ما حولها، بل هي الثقافة الحقيقية التي يورثها الجد للحفيد، هكذا يقول الإعلان.

وفي المقابل نجد شركات لم تحاول أن ترتبط في الماضي، وأن تصنع من ماضيها ميزة تنافسية تساعدها على تحقيق التنافسية في السوق، فنجد حصتها السوقية محدودة بالمقارنة مع غيرها، مثل منتجات “أبو ولد”، والتي أتذكر اعلاناتها عندما كنت صغيراً، كيف كانت تقدم أنها هي مصدر القوة، ولكن في الحاضر لا يوجد أي تكريس لهذا المفهوم، حتى إن اساليبها في استعراض أنها المصدر الأول للقوة استخدمتها شركات أخرى لتحقيق حصة سوقية أكبر.

من يستطيع تحقيق النجاح والاستمرارية في ذلك هو من يستطيع بناء ميزة تنافسية له، فالكثير من الشركات تصنع هذه الميزة من خلال ربط حاضرها بماضيها، ومن ثم تطوير هذا الماضي ليتناسب مع مفردات الحاضر الجديدة، فتجد أن السيارة الفخمة تستغل ماضيها الفخم وتساير الحاضر، لتصل إلى فئة معينة وتحقق حجم مبيعات مختلف عن غيرها.

وعلى النقيض من ذلك، تجد بعض الشباب لا يحاول أن يرتبط بالماضي، وإذا ارتبط به تجده لا يحاول أن يبني منه ميزة مختلفة تفييده، فتجده إما متقوقع في غياهب الماضي، أو منفلت على الحاضر بدون أي جذور أخلاقية يستند عليها، في حين أن هناك نزر يسير من الشباب، وضفت الماضي بشكل جيد، ومن ثم طورت حاضرها الخاص المستمد من عراقة الأجيال، والمرتكز على التحولات المختلفة سواءً الثقافية أو التقنية أو غيرها، ليكون بذلك الجيل أكثر وعياً وأكثر ثباتاً.

إذا استطاع أفراد الجيل من توظيف الخبرات السابقة بشكل إيجابي، ودمجها في الحاضر سيحقق ميزة تنافسية في أي شيء يعمل فيها، حتى في بناء شخصية الجيل وأن تكون مختلفة عمن سبقها وتحقق الثراء والنماء والريادة.

2 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.