مشاركة الأجر

وولد صالح يدعو له
“وولد صالح يدعو له” هكذا كان نص الحديث الشريف، فعند انقضاء الأجل والرحيل إلى الكريم الأعلى لا يبقى من العمل سوى ثلاثة صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، فكيف بمن لم تتوفر له هذه الخصائص، ورحل وليس لديه أبناء أو كان أبنائه لا يعرفون معنى البر، فعمله سينقطع وسيبقى على ما فعل في الدنيا.

مفهوم “ولد صالح يدعو له” يتمحور في أن الابن الصالح يتذكر والديه، ويدعو لهم في صلاته، ويتصدق عنهم، ويستمر في ذلك إلى أن يرحل عن الدنيا، وبالتالي لا ينقطع الأجر الذي يأتي للمتوفي، وربما تابع ذلك بوضع صدقة جارية عن والديه، ليستمر العمل حتى بعد انقطاع أجل الابن، وربما يأت ابنه ويدعو لوالديه وأجداده، وبذلك يستمر الأجر.

ولكن هناك من رحلوا من الدنيا ولم يرزقهم الله بالابن، ولم يفتح الله على قلوبهم ليكون لهم صدقة جارية، وبالتالي سينقطع عملهم على ما قدموه في حياتهم، فلماذا لا نبادر بالبحث عن هؤلاء من الأقرباء في الدرجة الأولى، أو من الدرجة الثانية أو غيرهم، ونكون لهم بمثوبة الابن الصالح الذي يتمنى الخير لأبيه، أو الأخ الصالح الذي يتفقد أخيه، ونؤدي دوراً ايجابياً لهم.

لا يكمن الأمر في التكلف في الصدقة، وإنما تستطيع ببساطة إشراك المتوفي في الأجر معك، فإذا تصدقت ولو بريال فأحرص على أن تكون النية حاضرة، وأن تنوي بأنه تتصدق عن نفسك وعنه، والله الكريم لا يضيع الأجر، فأنت هنا شاركته في الأجر معك، وأيضاً ساهمت في البر بالرحم حتى بعد انقطاع الاجل، فتخيل ما هو الأجر الذي ستحصل عليه بعد ذلك.

أيضاً اذكر من انقضى أجله من أقربائك ولا يوجد له أولاد في دعائك، ادعو له بالغفران والعتق من النيران، ادعو له بالرحمة، ونحن في هذا الشهر الفضل، فلربما كان في أمس الحاجة للدعاء، لعل الله أن يكتب على يديك له عتق من النار، وتأكد أنك بصنيعك هذا سيأتي اليوم الذي يذكرك فيه أحدهم بعد رحيلك، وستشاركه في الأجر.

شيء بسيط نفعله ولكن سيحقق الأجر الكبير، فكن ايجابياً في حياتك.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.