قاعدة ٩٠/١٠ والإنسان مخير..


هناك قاعدة لستيفن كوفي تقول أن ما يكون غيبي في الحياة ولا نعلم كيف يحدث هو ما نسبته ١٠٪ من أمور حياتنا، بينما ما نسبته ٩٠٪ من حياتنا يتشكل بإرادتنا، لذا نختلف دينياً في كون الإنسان مخير أم مسير، والأولى أصح وسأشرحها في الأسطر القادمة.

دعني نتخيل مواصفات حياتك على النحو التالي:
١. أنت موظف يجب عليك الحضور للعمل قبل ٧:٣٠ صباحاً وتسكن في شمال الرياض، وموقع عملك في غرب الرياض.
٢. زوجتك أيضاً موظفة في قطاع التعليم ويجب عليها أن تكون في المدرسة قبل ٦:٤٥ صباحاً ويقع عملها في حي الروابي.
٣. هناك سيارة نقل معلمات تحضر في الساعة السادسة لأخذ زوجتك للعمل.
٤. لديك طفل في الصف الأول الابتدائي يذهب في الصباح مع الباص قبل ٦:١٥ صباحاً في ذات الحي الذي تسكن فيه.
٥. اليوم الذي ستقع فيه الأحداث التالية هو آخر يوم في الاسبوع.
٦. ليس لديك خادمة في المنزل.

دعني الآن نصف آخر يوم في الاسبوع ونضع حدث لا تستطيع التحكم فيه مثل أن لا تجد ملابس جاهزة في الصباح، فهذا الحدث لم تستطع التحكم فيه، لنتخيل إذاً السيناريو كيف سيكون.

أن تبحث عن ثيابك ولم تجد ثوب مكوي، فلم تتحكم بأعصابك وترفع صوتك على زوجتك معاتباً إياها على الإهمال، حاولت زوجتك أن تقنعك بارتداء ثوب أمس خصوصاً وأنه نظيف، ولم يعجبك أقتراحها، فزدت عليها العتاب، فلم يعجب زوجتك رفع صوتك عليها فعاملتك بالمثل، وبدأت تحاول تجهيز الملابس، ولم تلتفت لتجهيز الابن للذهاب إلى المدرسة، لكن أنت زدت من شدة التأنيب، في هذه الأثناء أتت سيارة النقل الخاصة بزوجتك فلم تستطع الخروج لها وذهبت سيارة النقل بدونها، أنهت الزوجة تجيز ثوبك ومع إنتهائها من ذلك كان باص نقل الطفل عند الباب، حاولت الزوجة بسرعة تجهيز الابن ولكن لم يسعفها الوقت مع صياح الابن فذهب الباص بدون ابنك.

عندها غضبت الزوجة وبدأت في الصراخ ومعاتبتك ولومك، وأصبح كلاً منكم غاضباً من الآخر، وأصبح من مهامك هذا اليوم أن توصل ابنك للمدرسة، وقمت بذلك ولكن الإبن وصل متأخراً عن الطابور الصباحي، وبعدها أوصلت زوجتك للعمل وكان حضورها متأخر هي الأخري عن وقت الحضور بربع ساعة، وبعدها ذهبت أنت للعمل متأخر أيضاً بمقدار ٢٠ دقيقة.

بعد أن عدت من العمل وجدت زوجتك وإبنك لا يتحدثون معك بسبب أنك أغضبتهم في الصباح، وتكلفت بهدية للزوجة والإبن لإرضائهم.

من هذا نستنتج أنك لو رضيت في بادي الأمر بأن ترتدي ثوب الأمس النظيف لم يحدث كل هذا ولم تتأخر عن العمل، وتتأخر زوجتك أيضاً عن العمل، وكان اليوم قد استمر على أكمل حال.

هنا يتضح أن الإنسان مخير وليس مسير، فهو يختار التصرف الذي يفضله ولكن ليس دائماً يتحمل عواقب تصرفه، لذلك إحرص على التفكير بشكل جيد قبل أن تتصرف لأن ٩٠٪ من مجريات يومك ناتجة عن تصرفاتك.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.