مشاريع الشباب التقنية هل تقتلها البيروقراطية؟

لا شيء أجمل من أن تلتقي بالمبدعين من العالم العربي، ومن دخلوا في عالم المبادرة من أوسع أبوابه، ولا شيء أجمل من أن تتلاقى الثقافات الإبداعية في التقنية والتجارة الإلكترونية وغيرها، كل هذا اجتمع في ملتقى عرب نت والذي عقد الأسبوع الماضي في الرياض، حيث كان انعقاده هنا فرصة كبيرة لمن لا يستطيع تكبد عناء السفر لحضور الملتقيات المشابهة خارج السعودية، ولم يعكر صفو الملتقى إلا عدم قدرة عدداً من المشاركين في مسابقة الشركات الناشئة من الحضور للرياض بسبب عدم الحصول على تأشيرة للدخول إلى السعودية، ومع ذلك حاول المنظمون محاولات بائسة في تقديم من لم يستطيع الحصول على تأشيرة عبر برنامج السكايب، إلا أن المحاولات باءت بالفشل بسبب رداءة الارتباط بالإنترنت.

ملتقى عرب نت يعتبر من الفعاليات الملهمة للحضور، لكون جل المتحدثون فيه نخبة من الشباب الذين صنعوا النجاح بأيديهم، وقدموا خلاصة تجاربهم في المبادرة، إلا أنه على العكس من جمال المحتوى كان التنظيم سيء للغاية، فلم يحترم الوقت عند بداية الفعاليات، حيث يكفي تأخر الجلسة الأولى عن موعدها لتتأخر جميع الجلسات التالية، أضف إلى ذلك ضعف الترتيب لبعض الجلسات حيث كانت إدارة بعضها بدائية وبدون تحضير.

ولعل التساؤل الأهم والذي دار في القاعات هو لماذا لم يستطيع عدداً من المشاركين في مسابقة الشركات الناشئة من الحضور إلى السعودية بالرغم من التسهيلات التي قدمتها حاضنة بادر؟، ويبدوا أن عدم مقدرة المشاركين على الحضور يعود لصعوبة بعض الإجراءات في الحصول على تأشيرة دخول للسعودية، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية على تعقيدات الحصول في سفاراتها على تأشيرات زيارة إلى أرضها إلا أنها تقدم تأشيرات خاصة للمبادرين لأن وجودهم يساعد على الإضافة إلى اقتصاد البلد، فلماذا لا يكون في السعودية تسهيلات تقدم لهذا النوع من التأشيرات لأنها ستكون سبباً رئيسياً في إضافة عنصر مهم للاقتصاد.

وبمتابعة غالبية جلسات الملتقى والاستماع إلى تجارب التقنيون السعوديون، يظهر بشكل واضح صعوبة تأسيس الشركات في السعودية، فأغلب التقنيون كانت بداية مشاريعهم من دبي أو الأردن وحتى الولايات المتحدة الأمريكية كان للمبادرون السعوديين صولات هناك بتأسيس شركات لتعمل في السوق السعودي، حتى تندر بعض الحضور بأن نجاح المشروع مرتبط بوجوده في دبي.

ويبقى الموضوع الأهم وهو موضوع الدفع الإلكتروني والذي ألقى بظلاله على جلسات الملتقى، وحتى حوارات المبادرون الجانبية، حيث يعتبر الدفع الإلكتروني الهاجس الأهم قبل بداية أي مشروع، وللأسف أنظمة الدفع الإلكترونية في السعودية مثل سداد لا تدعم المشاريع الناشئة، وأيضاً ضعف الإقبال على البطاقات الإتمانية في المجتمع يزيد من صعوبة استخدام حلول الدفع المحلية، وهذا يعتبر سبب رئيسي ووجيه لهجرة المبادرات السعودية إلى خارج البلد، فهل تقضي البيروقراطية الحكومية على حماس الشباب.

نتطلع في المستقبل القريب بملتقيات ملهمة داخل السعودية تعود بالنفع على الشباب بدون أي تعقيدات بيروقراطية، فهذا من شأنه أن يدعم اقتصاد البلد.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.