أطباء.. ممرضات.. «شياطين عذاب»

    شاب في العشرين من عمره وطبيب من جنسية عربية في مستشفى حكومي نرمز له ب (م.خ) وحادثة عمرها تجاوز العشر سنين، الطبيب يقول للمريض لديك حصى في المرارة بدون أي مقدمات، وبدون مراعاة لنفسية المريض، وهو في ريعان شبابه المستغرب حدوث هذا معه، والشاب المسكين تعلو محياه كل علامات الذهول والحيرة والخوف من حاضر مؤلم ومستقبل بعيد، ولم يسع هذا الطبيب إلا زيادة الجرح إيلاماً، إذ به يسن سكِّينة «العذاب» ويغرسها في أعماق هذا المسكين.. ويقول تحتاج عملية لاستئصال المرارة.. تزداد علامات الخوف ويتلون وجه هذا البائس المعدم بجميع ألوان الطيف، وأخيراً ينتبه الطبيب لما فعلته يداه.. ويقول ألم يخبرك أخصائي الأشعة بذلك، عموماً هي عملية بسيطة..
أيرمي هذا الطبيب خطأه على أخصائي الأشعة، وهذا الأخير يحدث الممرضة بلهجة بلدهم ويقول للمريض إن الطبيب سيخبرك، وكل علامات الوجوه تشير إلى شئ عظيم يخبئه القدر، ترى أين الطب النفسي في التعامل مع هذه الحالات؟..
طبيبة أوكرانية في مستشفى أهلي نرمزلها ب (م.ع.م) وشابة في أول حمل لها، كل التحاليل تشير إلى ذلك.. وصوت الطفل في أجهزة تلك الطبيبة التي لاتخلو عيادتها من البائسات التي تقطعت بهن كل سبل الخلفة ليطرقوا بابها بعد سؤال الله عز وجل، هذه الطبيبة رفعت صوتها على الشابة مع محاولة الأخيرة كبح جماحها، ولكن قطعت كل سبل الحيلة، وأصبح الطريق أسودً مظلماً، يكشر عن أنياب الزمان التي تحولت فيها كل مفاهيم الرحمة إلى عبارات العذاب، لتتجاوز الطبيبة حدود الرحمة إلى طرف آخر تنتحر أمامه كل آمال البشر.
وتسألها المريضة بعد أن أجريت لها الأشعة الصوتية عن الجنين وتجيب «شيطان الطب» لايوجد جنين، تعاود الشابة المسكينة السؤال بصوت بدأ بالتهدج وحبة اللؤلؤ توشك أن تتدحرج من مقلتها، لتزيد «نقيض ملاك الرحمة» نبشاً في الجراح.. واتكاءً على الألم.. وتقول ممكن حمل ومن الممكن أن يكون كيساً.
ألم تجد هذه المرعبة غير عبارتها تلك لتطمئن مريضتها، أين نجد الرحمة، في قلب من.. إن كان أهلها ومصدرها تنكروا لها.
وفي نفس المشفى موظف استقبال «هندي» تجاوز حدود اللياقة وتطاول باللفظ على مراجع بأسلوب لايمت للإنسانية بصلة..
وفي مستشفى أهلي آخر نرمز له ب(م.م) موظفة تأمين الدلائل تشير إلى أنها سعودية، طلبت منها المريضة أن تأخذ الملف بشكل يدوي للطبيبة لكي لايضيع موعدها، أجابت بحدة وغضب رافعةً صوتها ليتجاوز بقوته وميض البرق.. دعيني أكمل الإجراءات..
أما عن حوادث الممرضات فحدث ولاحرج عنها.. فعلى مر الزمن كن «ملاك رحمة» يخففن آلام المرضى، ويزلن همومه، وبرحمتهن التي تملأ قلوبهن يقتلن بقايا الألم في النفس البشرية.. ولكن في مستشفياتنا هن «شياطين عذاب»..
ترى أين وزارة الصحة..
ألسنا نهرب من المستشفيات الحكومية إلى الأهلية لنجد الرعاية المثلى، حتى تجاوزت الأخيرة حدودها وامتصت جيوبنا.. وساءت خدماتها..

رابط الموضوع في جريدة الرياض

2 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.