مجتمع فوضوي.. وأرامكو الفوضوية..

في سفرتي الأخيرة لفت نظري زوج أوروبي معه طفلين (ستة أشهر، ثلاث سنوات)، تقاسم الزوج المهام، فالأب تفرغ للرضيع وقام بتنفيذ كل مطالبه من تجهيز الرضعة والغيارات ومتابعته في كل أموره، بينما كانت الأم مع الطفل الأكبر، تنظم وجبته وتعلمه فن الأكل، تشغله عن العبث بالمارة من خلال تعليمه فنون التلوين..

لم يستحي الأب من تغيير حفاظات ابنه، ولم تكترث الأم لما يفعل الأب بالطفل، كلاً يقوم بدوره بشكل إيجابي..
بينما نحن نرمي كل الأمور عليهن غير مبالين، ولا نكترث لما يدور حولنا، لذا نرى عينات من الأشخاص الأنانيون في كل مكان حولنا، حتى من عاشوا عندنا ومن ثم عادوا لديارهم أخذوا نفس العادات وتمسكوا بها، في حين ليتهم أخذوا شيئاً إيجابياً من مجتمعنا..
في ذات يوم ارتميت على أحد مقاعد الانتظار في أحد المشافي الخاصة بالرياض، أمامي أم فلبينية وبجوارها طفل في الثالثة من العمر، معه دفتر تلوين ويمارس هذا الفن تحت إشراف من أمه، بينما طفلين سعوديين يمارسان هوايتهما في العبث الفوضوي، هم يركضون هنا وهناك، يزعجون من في المشفى بدون اكتراث للألم الذي يعصف بهم..
عيناى الطفل الفلبيني تراقبهم من بعيد، هو يريد أن يمارس حقه في الركض والتنطيط والإزعاج، حاول أن يضع دفتر تلوينه في الحقيبة، ولكن أمه تعلمه الأدب، تحاول أن تسيطر على عبثه، ولكن الطفلين هناك مازالوا في عبثهم يرفلون، ولم تستطع الأم الفلبينية إلا الرضوخ لمطالب الابن وتركه يعبث ويلهوا ويركض هنا وهناك..
فوضى في كل مكان حولك، دكتاتورية هنا وهناك، من بداية أيام التعليم الأولى إلى أيام الرشد الأخيرة..
بالأمس انطلقت فعاليات مهرجات صيف أرامكو في الرياض، ربما هو الأول وهذا جميل أن يمارس القطاع الخاص دوره في خدمة المجتمع لكنه الأول في الفوضى، وكأن أرامكو ستطبق مفاهيمها في العمل على العامة، ذهبت بصحبتي ابنتي إلى هناك.. إلى مقاعد المسرح لم يسمح لي بالدخول بحجة بلوغ النصاب القانوني في الداخل، بينما في مقاعد النساء هناك مجال أوسع..
اتجهت إلى المرسم.. المزيد من الفوضى هناك، دخلت الطفلة بينما بقيت خلف الأسوار أنظر إليها وهي تبحث عن مكان لتمارس الهواية..
في المرسم فتى يحاول أن يهتم بأكثر من عشرين طفلاً، وهناك في الركن البعيد رجل يجمع الرسومات من الأطفال، وكأني به يريد الخلاص فحتى لو لم تكتمل الصورة يحاول إيهام الطفل بأنه انتهى، في حين ما زالت طفلتي تبحث عن أحد يوجهها، والأمن عند أسوار المرسم يرفض أن أدخل، لم أكترث دخلت نبهت “الفتى” لطفلتي، وبحثت لها عن مكان، ثم خرجت..
مازالت الفوضى هناك!.. أوجدت لطفلتي مكان بجوار حاجز المرسم ودعوتها، مر الوقت سريعاً ولم يأتي من المشرفين على المرسم من يوجه الطفلة أو حتى يثني على ما فعلت..
عند حواجز المسرح أحد المشرفين يسأل عن الأم لكي تصحب الطفلة، فهل نحن لا نثق في الآباء، أم أننا نرمي المهام على الأمهات، وهناك أيضاً أكثر من ثلاث فرق لهيئة الأمر بالمعروف وكأننا لا نلتزم إلا بوجودهم..
كل هذا يا ياسر وتريد أن يكون لنا حق الاختيار..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

8 تعليقات

  1. تلوموني لما أقول المبتعثين مازادوا ماليزيا الا خراب!!

    لما أخدت أولادي عند أهلي كانوا من أكثر الأطفال أدباً سواء في الطيارة من كوالالمور-أبوظبي-جدة بداية من مجاهد اللي التزم بالحزام وجالس طول الرحلة وما قام الا في الساعتين الأخيرة من وصولنا أبو ظبي والأكل اللي بياكلوه بأدب ومن غير صوت طالع!

    لما رجعنا جدة-أبو ظبي- كوالالمبور أعصابي فتقت من عناد مجاهد اللي عصبني وهو مو راضي يربط الحزام! وماكان قدامي غير أنادي المضيفة اللي حاولت بالطيب اليييييييين قربنا نقلع ولما شافت مافي فايدة قالت لي معليش راح أصرخ عليه قلت لها خدي راحتك أنا ماناديتك الا بعد ما يئست! وطبعاً صراخ على صراخ على بكا ودموع ومواويل!!

    شفت الفرق?
    هدا ونحن ما جلسنا الا 3 شهور في السعودية 😀

    العبرة ماهي في البلد اللي نشأ في فيه الطفل.. بدليل وجود الطفل الفلبيني المؤدب في السعودية! بالعكس هدا معناه التأثير الأسري القوي على الطفل..

    يعني البداية مننا نحن..
    أولادي اتعودوا انهم ما يشوفوا غيري فالكلام اللي أقوله هو الصح!
    لما رحنا السعودية شافوا أخواني وأولاد وبنات أخواتي اللي كانوا بيدلعوهم لدرجة كبيرة بحكم انهم ما بيشوفوهم الا في السنة مرة! يعني شافوا أحد غيري وأثروا عليهم وعرفوا اني مو دايما أنا الصح! هنا جا العناد والفوضوية..

    مجتمع زي السعودية يولي كـــــــل ما يتعلق بالطفل على الأم وحدها؛ اش تتوقع من صغاره? بصراحة يعني.. عمره أحد فيكم شال بنته وغسلها والا حممها? أو حتى على الأقل أكلها وأعطاها دواها?! ما عمري شفت أبداً أحد يسوي كدا! خاصة من أخواني! حتى أولادهم ما يشيلوهم وهم برة البيت الا ناااااااااااادراً أو يمكن في الفترة الأخيرة لما شافوا أولادهم خلاص كبروا وجوا صغار تانيين والأم ما عاد تتحمل تنادي الكبار والا تمسك الصغار!

    مجتمع زي السعودية شعاره: اتزوج عشان تخدمك وأولادك! اش تتوقع يا محمد 🙁

  2. للأسف , في مجتمعنا العجب العجاب ..,

    يثرثرون في الإعلام عن ماسيفعلون وعن السياحة الداخلية وعن وعن .. ويبتسمون أمام عدسات الصحافة .., وفي نهاية كل صيف يشيدون بنجاح المهرجانات .. ويثرثرون ويثرثرون ولا نرى شيئاً يستحق الإشادة ..,

    المشكلة لييست في أرامكو فقط .. بل في أي نشاط يقام هنا لابد أن تلتصق به الفوضوية وكأنه بلا منظمين ..,

    عندما رأيت حفل الإفتتاح لأولمبياد بكين .. وانبهرت بالتنظيم والدقة التي اثنى عليها الجميع , قلت في نفسي , ماذا لو استضافت بلدنا محفلاً كهذا وبتنظيمٍ كهذا !
    ضحكت كثيراً لأني أعلم أن ( نجوم السما أقرب لي ) ..

  3. عندما ذكرت ان هناك اطفال يعبثون هنا وهناك لم اتعجب … لماذا ؟؟؟ … من الممكن ان هذا هو الوضع الطبيعي الذي اعتدناه … فمن النادر جدا ان تجد طفلا اكتشف والديه موهبته … فالموهبة عندنا لا تكتشف الا بعد فوات الاوان … وتعقيبا على رد الاخت أسماء … انا ممن ذهبت لماليزيا للدراسة … وشاهدت اخلاق الطلاب الرديئة … التي ادت الى اغلاق البعثات الى تلك الجامعة … بسبب سمعتها السيئة … طبعا لوجود العرب … للأسف !!!

  4. ماك تيك
    أزيدك من الشعر بيت
    حسب كلام أخويا أول أمس قال انه الحكومة السعودية قفلت البعثات حالياً..
    وفي ماليزيا ماعاد يقبلوا طلبة سعوديين في مالتيميديا ملاكا خلاص!

  5. تحية طيبة لابوسطام والمشاركين

    أنا ودي أعرف ليش نحب نجلد الذات.

    الدنيا حلوة و لازم نشوف النصف الممتلئ….

    لو أننا فاشلين لما كنا ما كنا وإياك أعني وأسمعي ،،، والرد لكاتب الموضوع و لمن شارك

    ابوسليمان

  6. الاب يغير الحفاظ والام تهتم بالولد الكبير

    أحتج احيج احتج

    العمليه بسيطه الام تهتم بعيالها في المقابل الاب يهتم بإعاشتهم

    وإلا الترتيب لازم يغير الحفاظ بعد ما يسد انه يكد طول اليوم بعد يغير حفاظ

    الام مرتاحه في البيت وحدها يفلان وانت جاي جب معك كذا وكذا ولا تنسى كذا

    وبذلك تتحق المعادله الصعبه

    الام ملكه + الاب خادم الملكه واطفالها = سعاده متوازنه

  7. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الكريم
    أولا

    أشكرك من كل قلبي على هذا التفكير السليم
    أنت والعديد ممن قاموا بالرد على هذا الموضوع

    ثانيا
    أعذرني أن أعلق على موضوعك في نقاط عديده

    * بالنسبه للأدب والفوضى

    يا أخي الكريم لست أرى في غالبيه هذا الشعب إلا أسر تنجب وترمي ماأنجبته للشارع ليربيها
    و(الشارع يشيل )

    عموما أن الشعب العربي ككل شعب خالي من سلوكيات الذوق العام

    إلا من رحم الله

    ولكن الأسوء في نظري هو المجتمع الخليجي

    وبحكم نظرتي القاصره في المجتمع الخليجي ككل ودراستي الكامله للمجتمع السعودي

    فإني سأتحدث عنه

    يا أخي الكريم

    هل تتوقع أن ترى في يوم من الأيام أسره سعوديه تجلس بكل ذوق وأدب

    في رحلة بالطائره أو ما إلى ذلك ويقرئون كتاباً أو يستمعون إلى مسجلة بهدوء أو حتى يلعبون بصمت

    لم تجد ولن تجد إلا ماندر

    وأغلبه أجده في الحجاز بحكم حياة الحجاز المتطوره وعلمهم المتقدم على بقيه أجزاء المملكه وهذا شيء لاينكره أحد

    :: ودعني أضع ملاحظه هنا أني أتحدث عن الحياة الثقافيه والعلميه

    هذا بالنسبة للأشخاص المتقدمين في العمر

    مابالك بالأطفال إذا كانت حياة أبائهم هكذا !!

    لن يفعل الطفل شيئاً إلا إذا كان قد رأى أمه وأباه يفعلانه

    لن تجد سوى أطفال مزعجين يتصرفون تصرفات أشبهها للغجريه منها للأخلق والذوق

    غير مراعين لضروف الناس أو نفسياتهم أو حتى رغباتهم

    وكأن هذا المكان ملك لهم وحدهم

    حتى أني في إحدى المرات كنت في إحد المقاهي قد دخلته مع أسرتي طالبين الهدوء والراحه

    فإذا بأسره لا أعرف من أي عصر قد خرجت وجلست بالطاولة القريبه منا

    لم يكن في المقهى سوانا وكأن أمة محمد كلها قد أجتمعت هناك

    لا أسمع سوى صوت الأب الذي يوجهه أبنه أن يعطي أخاه من عصيره

    وأطفال يتحركون من طاولة إلا أخرى يأخذون المناديل والملاعق والملح ويسكبونها في كل مكان

    ونساء كما الأصنام كأن على رؤوسهن الطير

    كأن لسان حالهن يقول نحن لا نسمع لانرى لانتكلم

    كعاده أغلب النساء هنا مهمشات وجودها كعدمه

    تنظر أمامها فقط

    وعندما جاء الموضف وحدث الرجل بموضوع أبنائه بدأت السلوكيات التي نشأ عليها تظهر

    حيث تلفظ بألفاظ بذيئه وقال بأنهم يدفعون المال هنا لذا عليه إلتزام الصمت حتى لو أحرقوا المحل

    هل يعتقد أنه عندما يدفع المال أنه أمتلك المكان فما كان من الرجل إلا أن طردهم خارج المحل

    وفي إحدى المرات كنا في أحد المطاعم وكانت أمامنا أسره لا أعرف كيف أصف تفكيرهم وأسلوبهم

    حيث أنهم طلبوا ما ارادوا من الطعام وحين أنتهوا وأكلوا نزلوا ورفضوا أن يدعوا سعر الفاتوره

    لان الرجل لم يعلم أن كل وجبة بالسعر الفلاني

    حيث أن عقولهم الصغيره لم تسمح لهم أن يقرؤا ماكتب بجانب كل وجبة من سعرها

    ولم يكن من الرجل إلا أن طلب الأمن لهم

    ولكن أتعجب كيف للأجيال القادمة أن تتصرف حيث أن الثقافة الوحيدة اللي نشئوا عليها هي يشاهدونه من والديهم

    عوضاً عن أن الفرص التعليمية والتثقيفيه في المملكه منحصره أو باهضة الثمن

    ولكن ليس لي أن أقول شيئاً سوا أن أحدنا لن يغير مافي المجتمع حتى يغيروا مابهم

    قال جل جلاله في كتابه الكريم : ” إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم”

    أما بالنسبة لأخي الكريم فهد

    ليست الأمور كما تتخيلها أنت بهذه البساطه

    وهل الأم وحده من يجب أن تهتم بأولادها

    يا أخي الكريم

    الأب ليس أداة للصرف فقط وجلب المعيشه

    والأم ليست أداة للإنجاب والتربيه

    هذه أسره

    وليست الأسرة إلا أم وأب وأبناء قلوبهم على قلوب بعض

    من يخطئ يوجه

    ومن يحس يكافئ

    وصلى الله على محمد خير خلق الله

    سواء كان هذا التوجيه والتربيه من الأب أو من الأم أو حتى من الأخوة الكبار

    ثم يا أخي الكريم من قال لك أن المرأه مرتاحة في بيت زوجها

    ألا تعلم أن هناك الكثري من النساء الموظفات ؟؟

    أم أنك لا تؤيد هذا الشئ ؟؟

    إن كنت لاتعلم فأعلم أن هناك نساء يعملون بمختلف الوضائف

    وإن كنت تعلم فلا تعمم حديثك أخي الفاضل

    والله عز وجل عندما خلقنا وأنزل كتابة الكريم

    لم يقل أن الرجل هو من يجلب المال

    والمرأه هي من تنجب وتربي

    بل قال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :

    “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”

    والبيت والزوجة والأبناء رعية للزوج

    والزوج والبيت والأبناء رعية للزوجه

    والتعاون هو أساس كل شيء

    أعتذر أخي الفاضل عن الإطاله في الرد

    لكنه موضوع أعجبني بشده فأردت المشاركة فيه ببعض مما لدي

    جزاك الله كل الخير

    وسدد خطاك لما يحب ويرضى

    والجميع

    تقديري وأحترامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.