- حكايتي والزمن - https://www.mukhalfi.ws -

الجحيم في صورة طبيب

 الجحيم في صورة طبيب

كنت قد تحدثت في السابق عن الاطباء في موضوع بعنوان (أطباء.. ممرضات.. «شياطين عذاب» [1]) واراني مظطر في هذا التدوين ان اعود والقي بظلال الاحاديث مرة اخرى عليهم، فبعض الاطباء يا سادة يرى انه فوق الجميع ويحق له ما لا يحق لغيره، هذا من ناحية ومن اخرى يا ترى هل يستوعب هؤلاء الاطباء ان المريض يعتقد انه بعد الاتكال على الله في يد هذا الطبيب عصا سحرية من شانها ان تخفف هذه المعاناة او تلغيها، ويبقى يعتقد ان هذا الطبيب او الممرض هو المنقذ من الم يعصف بالجسد، لا اعتقد ذلك فالعاملين في القطاع الصحي لا اقول جميعهم وانما اغلبهم لا يجيدون التعامل مع البشر، هل لانهم اعتادوا على المشاهد الوحشية والعمليات الجراحية لم يعد لديهم القدرة على التعامل بقليل من العطف او شيئاً من الحنان.

بشكل يومي اسمع من هنا وهناك عن من ما يفعله الاطباء بحق المريض المغلوب على امره، ساورد لكم منها بعض المشاهد..
المشهد الأول:
مريض تجاوز الثلاثين لديه إنحناء على شكل (S) في نهاية العمود الفقري، عندما دخل على الطبيب الاستشاري والذي يحمل أعلى الشهادات من دول متقدمة وتطالب بالحرية وحقوق الإنسان قال له الطبيب بكل برود ولا مبالات ولا حتى احترام للمشاعر “عند رؤيتي للأشعة توقعت أن تدخل للعيادة مقعداً”، أعتقد أن هذه العبارة تحبط كل محاولة سيقوم بها المريض للتغلب على عجزه، ما هذا يا سيدي الطبيب قليلاً الأمل هلا بعثته في النفس البشرية..

المشهد الثاني:
فريق من الأطباء عند مريضة لم تتجاوز سنين الطفولة بعد تبحث أن أمل ربما يحمل شيئاً من السعادة لها، تسأل أمها الطبيب الاستشاري المخضرم عن خطورة العملية، ليجيب أحد أعضاء الفريق قائلاً “إيه خطيرة.. ما تبغون تصلحون العملية.. أطلعكم الآن”، تنفجر الطفلة بالبكاء.. تنفجر بقية المريضات في نفس غرفة التنويم بالبكاء أيضاً، والطبيب لم يبالي بالمرضى، وربما إنتشى من السعادة لأنه قضى على أمل طفلة تحلم أن تصبح يوماً ما في مكان يفيد بلدها.

المشهد الثالث:
عملية جراحية لمريضة لاحظة المرافقة وجود نوع من الإفرازات من الجرح طلبت من الممرضة الإنتباه لذلك.. لم تعرها أي إهتمام، سألت الطبيب الأخصائي عن ذلك وأوضحت أن الممرضات لم يبالين بالوضع، لم يهتم هو أيضاً بالموضوع وإنما حاول التهكم بالمريضة، بعد أيام الجرح يتفاقم.. الطبيب الاستشاري يطلب من المريضة مغادرة المستشفى لعدم حاجتها للبقاء هناك، المرافقة تتحدث للطبيب الاستشاري عن الإفرازات في مكان العملية.. بعد المعاينة.. العملية إلتهبت الطبيب يحتاج لعمل مزرعة من مكان العملية الملتهبة.. أيام كيئبة مليئة بالألم والمعاناة ستقضيها المريضة في المشفى.

أعتقد يا سادة أن أطبائنا بحاجة إلى طبيب نفسي يعلمهم كيفية التعامل مع المريض، وإلى خبير أجنبي ليعلمهم معنى الاهتمام بالعمل، وكل ما أتمناه هو قليل من الاهتمام وقليل من الأمل..

مصدر الصورة جريدة الرياض

[2]سجل أعجابك

Share [4]