- حكايتي والزمن - https://www.mukhalfi.ws -

إعلام الشاشات

[1]
في أحيان كثيرة توثر السينما والمسلسلات التلفزيونية أكثر من تأثير وسائل الإعلام المختلفة، فنجد أنها توصل الفكرة بأسلوب غير مباشر، وأيضاً بشكل قريب من الواقع إلى حد كبير، فهي تجسد الأحداث، وتعرض للمشاهد صورة متحركة عن الحدث، وكيف كانت ملامحة، ليرى المشاهد الصورة كاملة وبوضوح.

لذا نجد أن الغرب استخدم السينما والأفلام والمسلسلات لإيصال وترسيخ فكرة عن مكان أو بلد أو طائفة معينة، وهذه الوسائل تصل للمشاهد بسرعة، ولأكبر عدد منهم، بل نجد أن المشاهد يدفع مالاً لكي يحضر فيلم سينمائي، فالغرب بذلك أوصلوا أفكارهم ورؤيتهم وبمقابل مالي من المشاهد، فالصورة الذهنية التي تتركها هذه الأعمال أقوى من أي تأثير آخر.

السينما والمسلسلات التلفزيونية متى ما وجدت كاتب سيناريو جيد، وقدرات تمثيلية عالية، متى ما كان تأثيرها أقوى وأبلغ، ومتى ما جسدت الحبكة الدرامية للواقع، كان تقبلها من المشاهد أكبر وأصدق، وليس أدل من ذلك إلا إحدى حلقات المسلسل الشهير التي عرضت على احدى الشاشات العربية مؤخراً، والتي جسدت شيء من الواقع في حبكة درامية مختلفة، فكان تأثيرها أقوى، لدرجة أن القناة العارضة حوربت بعد ذلك وحذفت من بعض أجهزة الاستقبال الفضائي المملوكة لإحدى الشركات المعنية بالحدث.

وفي مقابل ذلك نجد أن استغلال هذه الوسائل الإعلامية في السعودية محدود جداً، حيث لا دور سينما ولا انتاج سينمائي، بينما يتراوح الانتاج التلفزيوني في فترات محدودة جداً في رمضان فقط، بدون أن نجد لها تأثير على المتلقي، ويبقى التأثير محصور في بعض المسلسلات الشهيرة والتي باتت تكرر أفكارها كل عام.

الايمان بدور السينما في تعزيز الاتصال الجماهيري، وايصال الافكار وتمرير الرؤى، سيكون له دور ايجابي في تحقيق الانتشار والوصول إلى الهدف المنشود، فما تحققه الشاشات ابلغ من أي كلمة، وأسرع في الوصول من أي خطاب، فهو يصل من خلال باب الترفيه، والمشاهد توقف بمحض إرادته وربما دفع من جيبه لكي يشاهد الرسالة ويسمعها جيداً.

[2]قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share [4]