حياتنا “#هاشتاق”


تقول الكاتبة الأمريكية تيري ماكميلان “اكتب كما لو أن لا أحد سيقرأ لك على الأطلاق”، فهي تحث على الكتابة والاستمرار فيها وقدمت نصائح كثيرة حولها، بل تشجع على الكتابة حتى لو لم تنشر كتاباتك ولم يقرأها أحد، وبالرغم من أن تيري ذات 65 عاماً ما تزال على قيد الحياة وعاصرت الحياة الرقمية الجديدة منذ سنوات، إلا أن قناعاتها لم تتغير، وما زالت تنصح بالكتابة للنفس أولاً.

وعلى النقيض من قولها نجد أن أغلب من يكتبون الآن يوجهون كتاباتهم للشبكات الاجتماعية حتى أن وسوم الهاشتاق أصبحت جزء لا يتجزأ من كتاباتنا، بل أن عناوين الأخبار على القنوات الفضائية، وعلى مواقع الصحافة الإلكترونية وربما الورقية أصبح وسم الهاشتاق سمة رئيسية بها، وذلك لكي تضرب وسائل الاعلام عصفورين بحجر واحد، فهي بذلك تسرع من نشر مواضيعها في وسوم الشبكات الاجتماعية، وتستفيد من الذين يعيدون ارسال هذه المواضيع بإعادة تفعيلها في الهاشتاقات.

أصبحت حياتنا محصورة في هذا الهشتاق، وأصبحت كتاباتنا تتمحور حوله، فتجد أننا نهتم بوجود الهاشتاق أكثر من اهتمامنا بجودة العنوان، أو جودة الجملة، لأن الهشتاق أصبح وسيلة التسويق الأولى والناجحة، فمتى ما أصبح تريند فهذا يعني أن ما كتبته في هذا الهشتاق وصل لجميع أطياف المجتمع وجميع ميولاته.

الحياة من حولنا أصبحت تتمحور حول الهاشتاق، حتى أن المحلات التجارية أصبحت هذه الوسوم جزء من حملاتها التسويقية، وحياتها العادية، فأصبح وسم “هاشتاق” هو الأكثر انتشاراً بين كل المنتجات، والشريك الرئيسي في كل الحملات، وأصبحت جميع المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية تقلد طريقة عمل هذا الوسم في منتجاتها.

فكرة الهاشتاق البسيطة والتي هي في الأساس أداة معلوماتية تجمع جميع المواضيع في رابط واحد، وبالإمكان الاطلاع على كل شيء حول الموضوع في هذا الرابط، فاختصرت على الناس الكثير، فبدلاً من أن أبحث في أكثر من مكان عن ما أريده، فقط أبحث عن الهاشتاق ومن ثم أجد كل ما أريده مكتوباً فيه، ولكن هذا لا يعني أن أكتب لمجرد الانتشار في الهاشتاق.

على عكس ما تقوله تيري “اكتب كما لو أن لا أحد سيقرأ لك على الأطلاق”، أصبح الجميع يكتب لكي ينتشر في الهاشتاق، والاهتمام بالتسويق لما نكتب أصبح أكثر من الاهتمام بجودة ما نكتب، لذا نجد أن أغلب الهاشتاقات تحولت لوسائل دعائية أكثر من كونها أداة معلوماتية أولاً، وأصبح نجاحك مرتهن بتواجدك على الهاشتاق.

همسة
لا تنسى دائماً أن رسام الكاريكاتير الشهير عبدالسلام الهليل أفسد أغنية لمحمد عبده عندما حور احدى كلماتها في إحدى رسوماته إلى كلمة “هاشتاق”.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.