خوارم المروءة


لا يحق لك بعد أي اختلاف بسيط معي أن تقوم بالتشنيع بي، والكيل لي بجميع التهم، وإلصاق ما ليس بي من كل قبيح، وتزييف الحقائق، وغيرها من التي أوصى الشارع بسترها وأنت مع ذلك تسندها لغيرك وهي ليست به، فهذا من خوارم المروءة.

***

لا يحق لك أن تحلق كاذباً لتبلغ عنان السماء بما ليس فيك، وتتجنى على غيرك لتحقيق مجد ذاتي، وتصنع سمعة لك على حساب تلفيق التهم للآخرين، فالكذب من خوارم المروءة.

***

لا يحق لك أن تجادل فقط وأنت لا تمتلك دليل واحد على صحة ما تقول، وإنما غرضك أن تصنع اختلافاً بين الناس، وأن تنشر السوء والفحشاء، غير مبالي بأنك عندما لا تقول الحق فأنت تظلم شخص آخر، وربما تضره في دنياه وأخراه، وهذا من خوارم المروءة.

***

تأليب الرأي العام على شخص معين، أو على جماعة معينة، لمجرد أنك تريد الحصول على مكاسب دنيوية، وأن تحقق طموحات معينة لا تستطيع تحقيقها إلا بالتفريق بين الناس، وزرع الفرقة والبغضاء بينهم، بالتأكيد هي من خوارم المروءة.

***

النفاق أيضاً والنميمة بين الناس خصال سيئة ولا ينبغي أن تكون في الانسان، ومحاولة زعزعة الترابط بين الناس أيضاً، وخلق شرخ في العلاقات العامة، والكيل بمكيالين في تعاملاتنا، كلها ليست من الأخلاق في شيء، وبالتأكيد فهي من خوارم المروءة.

***

صادق من تحب، وأنصر صديقك على الحق، أما أن تنصره على الباطل من أجل أن يحقق صديقك مجداً دنيوياً، وتضر شخص آخر بناءً على كلامك وطريقتك في التجني، فهذا ليس من الأخلاق في شيء، وبالتأكيد هو من خوارم المروءة.

***

اهانة الصديق من أجل إضحاك الناس، أيضاً من خوارم المروءة.

***

تذكر أن خشية الله لا تكون في العبادات فقط، وإنما أيضاً في التعامل مع الناس، فلا تكذب ولا تنافق وتجادل ولا تسرق ولا تؤذي أحد، ولا تأكل حقوق الناس، وأبتعد كل البعد عن دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب.

***

المروءة هي “استعمال كل خُلقٍ حسنٍ ، واجتناب كل خُلقٍ قبيح”، وقيل المروءة هي “كمال الرجولية”.

يقول الشاعر
إذا المرءُ أعيتْهُ المروءةُ ناشِئاً *** فمطلبُها كهلاً عليه عَسِيـرُ

ويقول آخر
مررتُ على المروءةِ وهي تبكي *** فقلتُ : عَلامَ تنتـحبُ الفتاة ؟
فقالت : كيف لا أبـكي وأهلي *** جمـيعاً دون خَـلق الله مـاتوا

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.