الايمان بالأسرة


نقول نحن العرب “خلف كل رجل عظيم امرأة” لكن لا نشاهد عندما نحتفل بالإنجاز هذه السيدة التي يستمد منها الرجل عظمته، نجد الرجل يحتفل لوحده، حيث يجير كل النجاح له، وتبقى السيدة تفرح لوحدها، تنتظره عند عودته لعله يشاطرها الفرحة، وربما لا يعتبر الزوج أن إنجازه كان بسبب أسرة متكاملة ساندته وتحملت ضغوطاته حتى نجح.

على العكس من ذلك نشاهد بعد كل نجاح لدى الغرب كيف تكون الأسرة هي أساس الاحتفال، وهي أساس النجاح، وكيف يشارك الرجل فرحته مع اسرته أولاً وقبل كل شيء، فتجد الأسرة مجتمعة على مرأى العالم وكأن الرجل يقول أسرتي هي سبب نجاح، هي التي أوصلتني لهذا المكان.

بالأمس شاهدنا كيف أحتفل لاعبي ريال مدريد بالبطولة الأوربية مع أسرهم داخل أرض المعلب، كيف قدم اللاعبين الفرحة لأسرهم أولاً، فهذا اللاعب يبارك لزوجته ويمنحها ميداليته، وهذا الآخر يصور طفله الصغير داخل كأس البطولة، وكأن الأسرة هي من حققت البطولة وليس اللاعب نفسه، وكأن اللاعب يعلن على الملأ عن تقديره لدور أسرته في تهيئة وتبسيط له سبل النجاح.

الأسرة هي أساس كل شيء، وبدون تعاونها جميعاً لا يحقق أحد النجاح، ففي حال كون رب الأسرة غير مرتاح في بيته، أو لا يتعامل بشكل جيد مع أفراد أسرته، سينعكس هذا الشيء على أدائه، وستجده مشتت الذهن، منفعل بشكل كبير، ولا يستطيع أن يحقق أي إنجاز يذكر، لذا تجد الغرب يحرصون على وجود الأسرة مع اللاعب في كل مناسبة، وأن يشاركوا اللاعب فرحته أولاً، فتخصص إدارة النادي للأسر مكان جيد في الملعب، وبعد نهاية المباراة تجدهم يجعلون الأسرة تشارك ربها الفرحة على أرض الملعب.

لدينا في العالم العربي والاسلامي بعض الضوابط على الأسرة وبالتحديد على النساء، ولو رجعنا إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لوجدناه علم أسرته وزوجاته في البداية بحكم ملازمتهم له، ومن ثم بلغت زوجاته الفقه والدين من بعده، قال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة، وقبل ذلك كان أول من أسلم للرسول صلى الله عليه وسلم من النساء هي زوجته خديجة رضي الله عنها، وهي المعين الأول له في بعثته.

الايمان بدور الأسرة في تحقيق النجاح للفرد مطلب ضروري، ولا شك أن أسرنا متماسكة أكثر من الغرب، فلماذا لا نؤمن بدورهم في نجاحنا، ونشاركهم فرحتنا، ونحتفل معهم علانية بدون غلو ولا انحلال، فالأسرة هي عماد المجتمع وأول ركائزه، والسبب الحقيقي وراء كل نجاح، لأنهم أول من يتضرر من متطلبات النجاح.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.