بأي ذنب قتل


في نهار رمضان، لا تعرف الاسباب، ولا يعرف لماذا قتل، ولا سبب قتله، هل هو لأنه يعلم الأجيال؟، أم لأنه أمين على أبنائنا، أم لأنه يعمل في هذا المكان، أم هي أسباب شخصية يكون الانتقام فيها هو السبيل الأول لإرضاء النفس، أم عدم اتزان في الشخصية، أم مرض نفسي ينهش في الشباب بدون أي ذنب لهم.

ويتجدد الموعد مع القتل والدماء في رمضان، ففي رمضان الماضي سمعنا أولاً عن التوأمين الذين قتلا والدتهم، ثم سمعنا عن سلسلة من أحداث القتل، وبعد سنة من تلك الحوادث نعود ونسمع في شهرنا هذا عن حادثة قتل جديدة، ومنفردة من نوع آخر، الحادثة عن قتل مدرس مفصول لمديري مدارس في مجمع المدارس الذي كان يعمل فيه منذ زمن، لا نعلم ما هي الأسباب، ولكن ما نود معرفته هو لماذا هذا التساهل في أعمال العنف لدى بعض الأشخاص؟، وأين الوازع الديني الذي يمنع من القيام بذلك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ) – رواه مسلم – وكأن حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم ينطبق علينا في هذا الزمن، فلا يعلم المقتول لماذا قتل، ولا يعلم القاتل لماذا قتل، وكأننا ازهاق النفس البشرية هو الحل الوحيد لمشاكلنا.

ربما خيبات الأمل كثيرة في هذا الزمان، وربما لم يعد أحدنا يتمالك نفسه من الغضب، وربما نظلم في معاملات اليومية، ولكن هذا لا يعني أن نلجأ للقتل، فخيبة الأمل تعالج بالبحث عن طموح آخر ومكان ثاني، أو الهجرة إلى بلد آخر نعالج به خيبات الأمل هذه، ونحقق به ذاتنا التي أفتقناها، فالنجاح ليس في مكان واحد، النجاح أنت من تصنعه.

أما الغضب فهو الحقيقة الوحيدة التي لا نجد لها حلاً، تمالك النفس وقت الغضب دليل على القوة، فلا تجعل للشيطان مدخل في نفسك، وحاول أن تكبح جماح الغضب، فكل داء خلفه موقف لم نستطيع احتوائه، واستعجال في التصرف لم نسيطر فيه على انفعالاتنا، تذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، وتذكر أن علاج الغضب يكون بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، أو الصمت عن الحديث، أو تغيير الوضع كالجلوس إذا كان الانسان واقف أو الاضطجاع، أو حتى مغادرة المكان بكل لطف وتروي.

أما الظلم فتذكر أنه ليس بين دعوة المظلوم والله شيء، فإذا لم تحصل على مظلمتك بالأساليب السلمية، أو بالقانون، فدعها لله سبحانه وتعالى وهو كفيل بردها لك.

وفي عالمنا التقني، تجنب الرد على أي بريد إلكتروني أو رسالة نصية أو رسالة وتساب وأنت غضبان، فإذا كانت الرسالة مزعجة وشعرت بالغضب منها أتركها يوم أو يومان أو غير ذلك، ومن ثم عد لها بعد أن تهدأ وستجد أن الحكمة ستصاحبك في الرد عليها، وكذلك في مواقع الشبكات الاجتماعية فأنت غير مجبر على مشاهدة ما يغضبك، دعه وأبحث عن ما يسعدك.

همسة
نحن من يستطيع تحديد من سنكون..

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.