- حكايتي والزمن - https://www.mukhalfi.ws -

بلد الإنسانية

السعودية [1]
ذكرت وكالتي “فرانس 24” و “رويترز” أن هناك أصوات حقوقية دولية تطالب بتجريد السعودية من عضويتها داخل مجلس حقوق الإنسان، والأسباب التي أعلنت ليست منطقية، ولم نسمع عن هؤلاء الحقوقيين أنهم طالبوا بادنة إسرائيل ضد عملياتها غير الإنسانية تجاه الفلسطينيين، ولا نسمع عنهم أنهم أدانوا إيران وهي تغتصب الحقوق الإنسانية في كل شبر من أرضها، فلماذا السعودية تحديداً؟.

(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) –البقرة (120)، هذه الآية الكريمة وضعت تصوراً كبير وهو أن غير المسلمين لا يرضوا عنك أبداً سواءً اتبعت ملتهم أو لم تفعل، وهذا ما يفسر تضخيم كل أمر يحدث تجاه السعودية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ما زالت الأصوات الدبلوماسية والحقوقية تتعالى هنا وهناك، ولا يوجد صوت من الداخل يكون هو الصوت المضاد الذي يقف حيالهم، الدبلوماسية الرسمية وحدها لا تكفي.

الانخراط في المجتمع الدولي من وجهة نظري يتطلب الكثير من العمل، وليس فقط العمل الرسمي، وإنما لابد أن تكون هناك أصوات أخرى من خارج العمل الرسمي تتكلم وتعبر وتدافع وتهاجم أيضاً، وفق سياسة معتدلة تضع أمام الجميع حجم العمل الإنساني أو الحقوقي التي تقوم به السعودية، وحربنا في اليمن تتطلب مثل هذا التوجه، فالسعودية نجحت قبل بدأ الحرب في صناعة التحالف، وخلال وبعد الحرب لابد أن تخطط كيف تضع الحوار السلمي والإنساني والحقوقي لصالحها، لكي لا يستطيع المغرضون تغيير المعادلة.

ومن جهة أخرى لابد من أن يقوم المجتمع المدني بدوره جيداً في هذه الأمور، وما أقصده بالمجتمع المدني هم الإعلاميون والمدونين والحقوقيين والمغردين وغيرها، من خلال إظهار صورة السعودية كبلد إنساني أولاً يقدم المساعدات لكل المستضعفين في الأرض، وبلد ديني ثانياً يستضيف ملايين العباد ويقدم لهم الخدمات بالمجان، وبلد داعم لتحقيق الشرعية الدولية ثالثاً، وتقديم ما يبرهن ذلك على أرض الواقع.

السعودية بعيدة قليلاً عن الاستثمار في منظمات المجتمع المدني العالمي، والمنظمات الحقوقية الدولية، وهذا يضعف كثيراً إبراز أدوارها المختلفة، أو الدفاع عن مواقفها الأخرى، أو حتى كبح هجوم المغرضين بهجوم مباغت يظهر ما تقوم به بعض الدول من انتهاكات مختلفة لحقوق الإنسان.

السعودية لها مساهمات عدة في منظمات دولية، وليس المقصود في هذه التدوينة المنظمات الزراعية أو الغذائية أو الاقتصادية أو الطيران المدني، وإنما المنظمات الحقوقية، فلابد أن يكون الدور أقوى في هذه المنظمات، ولابد أن يكون التواجد على مقدار حجم السعودية.

همسة
الإعلام هو جزء آخر من الحرب.. من يحسن استغلاله ينتصر..

[2]سجل أعجابك

Share [4]