اليمن قصة حضارة

اليمن قصة حضارة
اليمن ما يزال في تضارب داخلي يرفضه العاقل، وصراعات داخلية عديدة، ما يزال لم يجد طريقة للنجاح وتحقيق الذات، وذلك بسبب تفرق أطيافه، وعدم وجود رغبة داخلية لتحقيق الوفاق، اليمن بيئة غنية وخصبة بما حباها الله من مقومات تتيح صناعة بلد يكون من الدول الكبار، ومع ذلك لا يوجد صدى صوت يسمع هناك.

اليمن هذا البلد الشاسع الذي يشرف على مضيق تجاري من أهم المنافذ البحرية في العالم، يربط تحرك الملاحة التجارية بين الأمريكيتين وأوروبا وآسيا، ومع ذلك لا يكاد يكون العائد من هذا المضيق شيء يذكر، ولا يوجد أي رؤية للاستفادة منه، ربما الفكر القبلي الذي يدير اليمن هو الذي لم يمكن اليمن من الاستفادة التجارية من هذا المضيق لسنوات خلت.

اليمن بلد الزراعة، فقبل السبعينات الميلادية كان اليمن يحقق الاكتفاء الذاتي من الزراعة، وكان القهوة هي أكثر شيء يصدر منه، ولكن تحول اليمن من الزراعة المفيدة إلى زراعة من نوع آخر، زراعة نبتة القات التي فتكت بمقدرات البلد وأخلت بتوازن الاقتصاد، وأصبح اليمن رهينة لهذه النبتة الضارة، وأيضاً غير المفيدة اقتصادياً.

اليمن يمتلك شواطئ كبيرة على بحر العرب، الذي هو جزء من أكبر المحيطات “المحيط الهندي، ومع ذلك لم يحاول اليمنيون الاستفادة من هذه الشواطئ من خلال تدعيم الاستثمار بالثروة السمكية والاتجار بها، وتأسيس صناعات تستطيع أن تكون داعم أساسي للاقتصاد، وقبل ذلك اكتفاء ذاتي من المنتجات البحرية.

اليمن بلد السياحة، وبلد الآثار، وبلد الفنون، ومع ذلك لم توظف هذه الأشياء في زيادة الوعي لدى المواطن، وتغيير الفكر القبلي، إلى فكر يساعد على بناء عنصر جذب سياحي يحقق النماء لبلد يعتبر مهد الحضارات.

اليمن بلد حضرموت، بلد الفكر التجاري الغني، الفكر الذي استطاع صناعة الثروات خارج اليمن، ليصبح أصحاب الأموال في دول مجاورة لليمن هم من حضرموت، ومع ذلك لم يستطع بناء فكر تجاري داخل اليمن، وكأنه ينطبق عليه المثل القائل “باب النجار مخلع”.

اليمن بلد أنهكه التفكك الداخلي، حتى حلت الحروب بدلاً من السلام، وتقاتل الاخوان بدلاً من أن تتكاتف الأيدي لصناعة الحضارة، فأفلت حضارة اليمن أمام فكر غير واعي، فكر أثرت عليه الثقافات التي تمجد للأشخاص ولا تصنع ثقافة.

اليمن جرح غائر نتمنى أن يشفى قريباً، وأن يتفوق هذا الشعب على نفسه، ويتفوق على التفرقة التي زرعت داخله، ويتذكر هذا الشعب أن “الحكمة يمان”.

همسة
متأكد، سيعود اليمن سعيداً كما كان..

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.