ألم نتغير؟!

كن شمعة يرى من خلالها الآخرون النور
(1)
سنوات ونحن نشاهد انتقاد لاذع في القنوات الفضائية، وبالتحديد في رمضان لبعض ممارسات المجتمع، وبعض من التصرفات التي لا تروق للجميع، ومع ذلك وخلال العشرين سنة الماضية لم تتغير هذه التصرفات، ولم يرعوي من يقومون بها إلى جادة الصواب، واستمرت الأعمال الفنية في رمضان تناقش في كل عام ذات التصرفات، وكأننا لم نمل من تكرارها.

(2)
أكثر من عشرين سنة، وذاتها قضية اختلاف المذاهب تتكرر، ما يختلف فقط هي أننا نتكلم عنها بشكل أكثر جراءة من ما سبق، ومع ذلك لم يتغير شيء في المجتمع، ولم نحقق التعايش الذي نصبوا إليه، فهل السبب ينحصر في أننا لم نستعرض المشكلة بشكل درامي جيد، لنعيدها في السنة القادمة، أم أننا في ذواتنا لا نريد أن نتغير.

(3)
ذاتها قضية المبالغة تتكرر، الفرق أننا غيرنا مسماها في السنوات الأخيرة إلى عبارة “الهياط”، ومع ذلك مستمرين في المبالغة، نغسل أيدينا بدهن العود، ونرمي حبات الهال على أرض مجالسنا، ونبالغ في كل شيء، ومع ذلك لم نتغير، فهل لأن معالجتها الدرامية لم تلمس بعد الوتر الحساس، أم أننا لا نريد أن نتغير.

(4)
القضايا تتكرر.. والمعالجة الدرامية هي ذاتها لم تتغير، ومازلنا نشاهد هذه القضايا والممارسات مع افطار رمضان كل سنة، ونعيها ونفهما، بل ونضحك منها ونتندر عليها في كل مكان، وبمجرد أن تنتهي الأربع والعشرون ساعة التالية لعرض الحلقة حتى ننسى القضية، ونستعد للضحك على القضية الأخرى.

(5)
استمرارنا في النقد لن يغير أي شيء من الواقع، ولن يبدل أن شيء من المجتمع، ولن يجعلنا أفضل، كان بودي أن يكون في رؤية السعودية 2030 برنامج متكامل للحد من هذه الممارسات، وللحد من مبالغة المجتمع في كل شيء، ولتغيير جيل كامل إلى الأفضل، فخمسة عشر سنة بعمل جاد على أرض الواقع كفيلة بأن تحقق التغيير.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.