“سناب شات” سياسة شبابية من نوع آخر

سناب شات منصة متكاملة للبث المباشر عالمياً
تختلف وتتغير الأساليب باختلاف الجيل واختلاف الأدوات، فجيل الأمس كان محدود بتواصل معين ومحدود، فلم يكن هناك أي نوع من الاتصال لمن هم خارج حدود سكنك إلا من خلال السفر، واليوم أصبح التواصل مختلف جداً فأنت تستطيع الوصول إلى آخر العالم وأنت لم تغادر مكان جلوسك، فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت العالم عند أطراف أناملك.

وهنا يأتي دورك في كيفية تبيان للعالم قوة ثقافتك ونبل أخلاقك، فالمسلمين الأوائل كانوا يظهرون للعالم ذلك من خلال تعاملهم في التجارة، لذا وصل الإسلام إلى أبعد النقاط في ذلك الوقت ألا وهو الصين، واستشعر الصينيون قوة هذه الثقافة، وعظم شأن الإسلام، وصدق تعامل المسلمين، وقاموا بالدخول لدين الله الحنيف، والسبب الرئيسي كلمة طيبة وتعامل راقي واحترام متبادل.

واليوم وبعد أن عصف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم تيارات مختلفة، يتسمون بالإسلام وهو في أقصى درجات الغلو والتشدد، لم يعرفوا مقومات الدولة الحديثة، ولم يستشعروا أن الإسلام دين السلام، وأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، لذا تجدهم يصولون ويجولن ويتخذون من أبشع طرق العنف وسيله لهم لإيصال فكرهم الضال، وهم بذلك الشيء لا يعكسون مدى التسامح في ديننا، ولا يبينون عظم شأن ديننا من خلال “أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

وعلى النقيض من ذلك هناك شباب عرفوا جيداً الطريقة المثالية لإيصال فكرهم، والتعريف بدينهم، وذلك من خلال استخدام الأساليب الحديثة التي يستخدمها الغرب وخصوصاً الشباب، فتجدهم يبحثون على مكامن القوة في هذه الوسائل، ومن ثم يعيدون توظيفها لخدمة الدين والقضية، ومن هذه الوسائل برنامج “سناب شات”، الذي أصبح منصة عالمية للنقل الحي والمباشر من كل بقاع العالم.

فمن خلال هذه المنصة أنشأ هؤلاء الشباب حساب بمسمى “أنا القدس”، له شبكة مراسلين في هذه المدينة العتيقة، يقومون بتصوير الحياة هناك لحظة بلحظة، وربط المسلمين في كافة بقاع العالم في هذه المدينة للوقوف أمام تهويدها بروح وأسلوب الشباب، من هذه الحساب استطاع هؤلاء الشباب فعل ما عجزت عن صنعه السياسة العربية في سنوات.

أيضاً عندما قامت “سناب شات” بفتح قناة بث لمدة اربع وعشرين ساعة لمدينة “تل أبيب” طالبوا بأن تفتح قناة خاصة للضفة الغربية، وأثبتوا من خلال ما نشر في هذه القناة كيف أن الفلسطينيين قادرون على التعايش مع جميع الأديان، ومدى جمال وعمق هذه الثقافة، هم بذلك حاربوا الصهاينة بأسلوبهم وبطريقتهم التقنية الخاصة، فمهما ابتعدت السياسة العربية عن هذه القضية وانشغلت بهم الربيع العربي، يبقى هؤلاء الشباب على أتم الاستعداد لترقيع النقص في سياسة العرب بسياستهم الخاصة.

والآن تستمر المطالبات من هؤلاء الشباب لشركة “سناب شات” بفتح قناة بث مباشرة من “مكة المكرمة” لكامل ليلة سبع وعشرون من رمضان، وذلك بهدف اظهار الإسلام الحقيقي للعالم أجمع، وتقديم أجمل الصور عن تراحمنا وتعاطفنا وتبيان عبادتنا وايماننا، كل هذه بفعل شباب واساليب بسيطة يتابعها العالم أجمع، وتصل إليهم بأقوى الطرق، لتكون مساراً جديداً للدعوة إلى الله بعيداً عن أساليب الدعاة التقليدية.

هؤلاء الشباب يعرفون جيداً قوة وسائل التواصل الحديث، ويحاولون من خلالها ايصال أجمل ما لدينا، وأجمل ما في الإسلام، بعيداً عن كل ما من شأنه أن يكدر صفو الأمة، هم يعرفون أن العرب والمسلمين انشغلوا بربيعهم، وشوهوا بحروبهم كل الجمال الذي يصاحب دينهم، وانشغلوا بذلك عن قضاياهم، ليقوم هؤلاء الشباب بتقديم الإسلام بذات الأسلوب والطريقة التي اتخذها التجار الأوائل “التعامل الحسن والأخلاق الحميدة”.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.