وين ع “رام الله”..

رزقنا الله بصلاة في المسجد الأقصى
العرب كتاب مفتوح أمام الصهاينة، هذه هي الحقيقة التي ينكرها الجميع، فالصهاينة يعرفون كل كبيرة وصغير تدور في الوطن العربي، وأنا متأكد أنهم يعرفون أيضاً أهواء المجتمعات العربية بالتفصيل، بينما لا يعرف العرب عن الصهاينة سوى قمعهم للفلسطينيين، وحصارهم لغزة، وعاصمتهم تل أبيب.

ليس هذا فحسب، فلا يعرف العرب من الثقافة الفلسطينية شيء يذكر، فلا يعرفون مدينة بين لحم وكنسيتها الشهيرة، ومدينة رام الله التي تغنت بها سميرة توفيق، ولا مدينة جنين إلا عندما نتذكر مذبحتها الشهيرة، ولا مدينة نابلس التي اقترن اسمها بأشهى أنواع الكنافة، ولا مدينة الخليل، بل نسمي هذه المدن كلها بالضفة الغربية لإخراج اسم فلسطين منها كما يريد الصهاينة.

ولا نعرف أيضاً من قطاع غزة إلا ذكر حماس، بينما قطاع غزة يحتوي على المعبر الوحيد للقطاع مدينة رفح، وهناك مدينة جباليا التي لا نعرف أنها تعرضت لأكثر من سبع مجازر من الصهاينة، ولا مدينة خان يونس ثاني أكبر مدن القطاع، والمدينة الاقتصادية الأهم في قطاع غزة.

ولا نعرف شئ عن المدينة المقدسة الاسلامية الثالثة “القدس”، والتي فيها معراج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى السماء ومنها فرضت علينا الصلاة، ولا نعرف أن المسجد الأقصى يحتوي على سبع مساجد، فهناك الجامع القبلي، والمصلى المرواني، ومصلى الأقصى القديم، ومسجد قبة الصخرة، ومسجد البراق، ومسجد المغاربة، وجامع النساء.

عدم معرفتنا الجيدة لعدونا بلا شك تضعف من قدراتنا على مواجهته، فمن منا يعرف حجم التطور العلمي والتقني التي تتمتع بهم مدينتهم “تل ابيب” والتي هي المدينة الفلسطينية القديمة “يافا”، ولا طريقة حياتهم، وتعاملهم مع الأوضاع العامة، ولا حتى جزء من ثقافتهم، ما نعرفه فقط أنهم يحتلون فلسطين، وفلسطين هي امتداد عربي، ونطالب بتحريرها فقط.

معرفة التاريخ الفلسطيني، ومدن فلسطين، وإقامة رحلات إلى هناك، وإقامة مؤتمرات ثقافية في المدن العربية يحيها الفلسطينيون أنفسهم، تخلق لنا بعداً آخر في قضيتنا، وتزيد من تعمقنا في معرفة العمق الفلسطيني، وبالتالي تتصل الأجيال بالقضية، ويصبح من الصعب جداً على الصهاينة تغيير وتهويد مدننا العربية هناك.

أما استمرارنا في تكريس الجهل بالثقافة الفلسطينية، والجهل بمدن فلسطين ومقوماتها الثقافية والتاريخية، يجعل الأجيال تتناسى هذه المدن، وبالتالي لا تعرف عنها إلا أنها محتلة من الصهاينة، ومع تقادم الزمن يضعف الإنتماء لدى المواطن العربي حتى ينسى ما هي فلسطين وتصبح أمامه ثلاث مسميات فقط أولها الضفة الغربية وثانيها اسرائيل وثالثها قطاع غزة، وجميعها يتحكم بها الصهاينة.

يا عرب تذكروا جيداً فلسطين هي دولة اسلامية محتلة بكاملها وليست ضفة وقطاع..

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.