أندية الشمال .. غياب رياضي واقتصادي

ملغب نادي العروبة في سكاكا - الجوف
الموسم الماضي غادر نادي العروبة فرق الدرجة الممتازة أو دوري المحترفين، وعاد إلى دوري الدرجة الأولى، ولمن لا يعرف نادي العروبة، فهو أحد أندية المنطقة الشمالية من السعودية، أوبالتحديد من مدينة الجوف، وبنزول نادي العروبة إلى دوري الدرجة الأولى ينطلق الدوري المقبل بدون فرق من المنطقة الشمالية.

تبقى الرياضة عنصر مهم جداً للجذب الشباب، وأيضاً يصاحبها حراك على أصعدة مختلفة، منها الثقافية، ومنها السياحية أو الترفيهية، ومنها الاقتصادية، فوجود نادي يمثل المنطقة الشمالية في الدوري الممتاز يعني أن المنطقة ستنتعش اقتصادياً من عدة نواحي من أهمها النقل التلفزيوني، حيث سيشاهد الجمهور بمختلف ميوله وفي كل مناطق السعودية على وجه الخصوص، وفي الخليج على وجه العموم هذا النقل، وبالتالي هو يزيد معرفة الناس بالمنطقة وطبيعتها.

ووجه الانتعاش الآخر عند وجود نادي من المنطقة الشمالية في الدوري الممتاز يعني أن حركة الجمهور الذي يشجع الأندية الأكثر جماهيرية ستصل للمنطقة، سواءً من ذات المدينة أو من المدن المجاورة، أو من مدينة الفريق الخصم، أو من باقي مدن السعودية، وبالتالي سنعكس ذلك على المنطقة اقتصادياً من خلال مصاريف السكن التي سيدفعها الحضور، ومصاريف الإعاشة من مأكولات ومشروبات، ومصاريف التنقلات سواءً باستأجار السيارات أو من خلال وسائل الموصلات الأخرى، وبالتالي ستأتي الأموال مد داخل السعودية وتعود لداخل السعودية.

ليس هذا فحسب بل هناك نواحي أخرى تضيف بعداً جديداً لتمثيل أندية الشمال في الدوري الممتاز، منها حقوق الرعاية التي تكون للنادي، فإما أن يكون الراعي من ذات المنطقة، وبالتالي يصل صوت هذا الراعي لجميع مدن المملكة الأخرى، ويعرف الجمهور أن صاحب هذا النشاط هو من ذات المنطقة، وبالتالي ينعكس ايجاباً على النادي والمنطقة والراعي، أو أن يكون الراعي من خارج المنطقة وبالتالي سيساهم هذا الراعي في جذب استثمارات جديدة للمنطقة، وإذا قسنا ذلك على أندية السعودية نجد أن النوع الأول هو المنتشر بينها، وليس أدل من ذلك إلا الرعايات الموجودة على أندية منطقة القصيم.

تبقى الرياضة عامل أساسي يساهم في تحقيق ثراء اقتصادي متى ما استغل بشكل جيد، وخلال الفترة الماضية استطاعت أندية الوسطى والغربية والشرقية استغلال هذا النشاط، حتى حققت عوائد مادية مجزية، وانتعاش اقتصادي، وليس أدل من ذلك من متاجر الأندية التي بدأت تغزو مجتمعنا.

المنطقة الشمالية تبقى مجهولة لدى الكثيرين، فلا يعرف الجميع مدنها، وربما لا يزروها إلا الندرة القليلة، والدليل على ذلك حركة الطيران المنخفضة لمدن الشمال، ومشروع النقل العام وتحديداً مشروع القطار والذي يصل الرياض بمدينة الجوف بلا شك سينعش المنطقة اقتصادياً بشكل كبير، ويبقى تعريف الشباب بالمنطقة، وهذا لن يتحقق إلا بوجود تمثيل رياضي عالي في الدوري الممتاز السعودي.

أتمنى أن تعود أندية الشمال للدوري وأن يحقق أحد هذه الأندية إما لقب الدوري أو على أقل تقدير أحد المراكز الثلاثة الأولى، ليشارك في البطولة الآسيوية ويزيد المنطقة انتعاشاً.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.