بين “طاش” و “خواطر”.. قصة “تغيير”

التغيير للأفضل
سنوات كثيرة كان يعرض أمامنا المسلسل التلفزيوني الشهير “طاش ما طاش” وكنا نستمتع بحلقاته، وازدادت درجة استمتاعنا بالمسلسل بعد أن تحول من الشاشات التلفزيونة إلى أروقة المحاكم وساحات الإعلام، ولم ينتهي الجدل إلا بعد أن حفظت حقوق المسلسل لمخرجه عامر الحمود، وبالتالي لم يصبح بالإمكان أن يستمر عبدالله السدحان و ناصر القصبي في تقديم المسلسل بذات الاسم.

لم أتابع ما دار داخل أروقة المحاكم تحديداً، ولكن أستطيع أن اتحدث من منطلق متابعة جميع أجزاء العمل، فخلال سنوات العمل لم يتمكن الثنائي الممتع بعد انفصالهم مع مخرج العمل من الخروج من بوتقة الشخصيات التي رسمت منذ الجزء الأول للعمل، ولم يتمكنوا أيضاً من تغيير المحتوى ليخرجوا من طريقة التفكير التي رسمها المخرج، ولم يتمكنوا أيضاً من تغيير عنوان العمل، وبقت ابداعاتهم محصورة في ذات الإطار الضيق، إلى أن أصبح التغيير عليهم لزاماً بقرار من السلطة القانونية.

وعلى الجانب الآخر شاهدنا المبدع أحمد الشقيري من خلال برنامجه “خواطر” يقدم عناوين كثيرة، وحلقات ممتعة ورائعة حتى وصل للجزء رقم “11” هذا العام، ليعلن بالأمس وفي أول حلقات الجزء الحادي عشر أن هذا آخر جزء من “خواطر”، في خطوة أعتبرها تحدي كبير لكل النجاحات التي صحبت العمل، لن أتحدث هنا عن سبب التوقف، ولكن أعجبني أنه قرر التغيير بنفسه قبل أن يمل الناس العمل.

الخطوة التي قام بها الشقيري أعتبرها تحدي كبير للذات، فالعمل في أعلى درجات النجاح، والإعلان بالترجل من هذا النجاح بحد ذاته مخاطرة كبيرة، فلم يعلن “الشقيري” أنه سيقدم عمل آخر، ليترك عنصر المفاجأة هي التي تتحكم في الموقف من الآن إلى رمضان القادم، وهذا نجاح آخر.

من وجهة نظري أن الشقيري قرر بنفسه أن “يتغير” ولكن للأفضل، حيث أوقف العمل في أعلى درجات النجاح، ليحافظ على صدى النجاح لدى الجمهور قبل أن يملوا من العمل، فخلال الأجزاء الأخيرة لاحظت بعض التكرار في طرح المواضيع في الحلقات، ولكن هذا التكرار صب في ذات منحنى النجاح، ولم يمله الجهور، وأعتقد أن ذلك ما دعى للتغيير، فتكرار العنوان يؤدي بالتأكيد إلى الفشل.

شتان بين العملين، وشتان أيضاً بين نهاية العملين، فالأول أجبر على التغيير حتى غيبه الآخرون، والآخر مارس التغيير بنفسه، وجعل من التغيير قصة “إثارة” سيتحدث عنها مؤدي العمل والمعارضين له بالسلب والإيجاب، وسيجد أعداء النجاح بالتأكيد فرصتهم التي يعشقونها ويبحثون عنها للتقليل من الآخرين.

#شكراً_أحمد_الشقيري فقد علمتنا وأنت مغادر معنى “التغيير”، كمثل حلقات خواطر والتي كانت على مدار إحدى عشر عاماً تدعونا إلى أن نتغير للأفضل، والشكر في حقك يا صاحبي قليل.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.